قصص عن تواضع ورحمه النبي صلى الله عليه وسلم )
.وانشاء الله تقرونها وتعجبكم كان رسول الله ( صلىالله عليه وسلم ) المثل الاعلى في التواضع والرحمه فقد جاءه جبريل عليه السلام وقال : يامحمد إن ربك يخيرك ان تكون ملكاً نبياً أو عبداً رسولاً. فقال : عبداً رسولاً .ومرت به امرأه جاهلية فرأته يأكل فقالت : إنه يجلس كما يجلس العبد، ويأكل كما يأكل العبد ( اي متواضعاً غير متكبر مثل الملوك ) . فأرادت ان يطعمها ، فقالت: اطعمني. فأطعمها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فغلبها البكاءُ فلم تعد إلى مثل عملها .
دخل رجل على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) اسمه الأقرَعُ بنُ حابِس، وكان زعيم قومه واشتهر بالغلظة وقسوة القلب ، فرأى النبي يقبل الحسن والحسين فقال الاقرعُ: إن لي عشره من الولد لم اقبل واحداً . فقال رسول الله : أوَ أملِكُ لكَ ( أي الرحمه من عند الله ) أن نزع الله الرحمةَ من قلبك !
من لم يرحم لم يرحم.
ومن رحمته بالطفل انه كان إذا زار احد بيوت المؤمنين لاعب الاطفال ومازحهم ، وقد روى انس بن مالك ٍ ( رضي الله عنه ) انه كان له اخ اسمُه( عبد الله) وكان رسول الله يزورهم فيمازح اخاه الصغير ( عبدالله) وكان لأخيه طير يلعب به وقد وضعه في قفص واسم الطير ( النٌفيرُ) فجاء رسول الله فلم يجد الطير في المنزل فسأل الطفل عنه وقال لعبد الله مداعباً له وكناه( جعل له كنيه كأبي فلان ) :ياأبا عمير مافعل النفير. فقال : مات يارسول الله . وبكى الطفل ، فجعل رسول الله يداعبه ويمسح دموعه حتى رضى.[
ومن رحمه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عنايته باليتيم وإكرامه والإحسان إليه ، وقد ذكر انه رأى يتيماً يقف ناحيته والاولاد يلعبون ولا يشاركهم لعبهم فسأله فذكر أنه يتيم ليس له معيلٌ يلبسه مثلما يلبس الأطفال فأخذه إلى منزله واعتنى بنظافته جسده وشعره واشترى له ثياباً جديدةً وقال له، إذا سألك أحد عن أبيك وامك فقل أبي محمد وأمي عائشة . فلما خرج فرحاً بثيابه الجديدة رحب به الأطفال وشاركهم لعبهم ولهوهممن تواضع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه كان في مهنة اهله يعجن مع الخادمة ويرقَعُ ثوبه ويخصف ( يصلح ) نعله ويقضي حاجة المرأة والضعيف ويجيب الدعوة ( الوليمة ) ولو كانت خبز شعير ويركب الدابة ويُردِفُ ( يحمل ) خلفه بين يديه الصبية
ويعلمهم . يقول عدي بن حاتم الطائي : استوقفت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) امرأةٌ لها حاجتها ، فوقف طويلاً يسمع منها حتى تعب َ هو من الوقوف ، أما النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فبقي واقفاً حتى قضى حاجتها .
ومن تواضع النبي ( صلى الله عليه وسلم) ان رجلاً يوم فتح مكة وقف امامة ليكلمه ، فارتعد ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) : هون عليك إنما أنا ابن امرأة ِ من قريش كانت تأكل الَقَديدَ ( اللحم المجفف بالشمس ) . فهدَأ الرجل ُ وكان يظن أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) مثل ملوك الدنيا يرتجف كل من يقف بين يديهِ خوفاً منه فوجده رحيماً متواضعاً.
وكان بعض الصحابة رضوان الله عنهم قد رأوا ملوك الفرس والروم يسجد لهمُ الناس من دون الله ، فقالوا لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم) : أنسجُدُ لك كما يسجد الروم والفرس لملوكهم ؟؟ فقال : لاتفعلوا . وكان بعض الصحابة يحبون ان يقوموا بين يديه فأبَى . وقال : أنما أنا بشر مثلكم لاتُعظموني كما تفعل الأعاجِمُ.
ومن تواضعه عليه السلام ُ انه ذهب إلى السوق فأشترى بعض حاجاته ، فأراد احدُ الصصحابة ان يحملها ، فأبي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وحملها بنفسه ، فقال : صاحب ُ الشئِ احق ان يحمله إلا أن يكون ضعيفاً فيعينُه اخوه المسلم .
ومن رحمةِ النبي ( صلى الله عليع وسلم ) بالاطفال انه رأى الحسن والحسين بن علي ( رضي الله عنهم ) قد دخل من باب ِ المسجد فعثر فوقع على الأرض ، وكان النبي ( صلى الله عليه وسلم) يخطب على المنبر ، فنزل عليه السلام ُ وحمل الحسن ووضعه بجانبه على المنبر، وقال : إن هذا ابني ( تشريفا ًله ابن بنته الزهراء فاطمة رضي الله عنها ) وإن الله سيُصِلحُ به بين فئتين من المسلمين. وقد تحقق ماقاله النبي ( صلى الله عليه وسلم) ، فقد جرى خلاف بين المسلمين حُسم بتنازل الحسن عن الخلافة إلى معاويةَ رضي الله عنهما وتصالح المسلمون على ذلك ، وسمي ذلك العام بعام الجماعة وهو سنة 5 هجري.
ومن رحمة النبي ( صلى الله عليه وسلم) انه كان يصلي بالناس في المسجد، وكان النساء ُ يذهبن إلى المسجد ليصلين خلف الرجال، وقد تحمل بعضهن اولادهن معهن ، فسمع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) بكاءَ طفل ٍ ، فخفف الصلاة رحمةً وشفقةً على الطفلِ وأمه التي قد يُشغل بالهامن رحمة النبي ( صلى الله عليه وسلم) بالصبيان انه كان يحملهم خلفه على الدابةِ ويعلمهم مما علمه الله ، وكان يحمل عبد الله بن عباس خلفه يوماً فقال له : ياغلام احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ( حفظ الله بطاعته ) ، إذا سألت ( دعوت ) فأسال الله ، وإذا استغنيت ( طلبت أمراً كالشفاء من المرض ) فأستعن بالله ، واعلم ان الأمة لو أجتمعت على ان ينفعوك لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك ، ولو أجتمعوا على ان يضروك لم يضروك بشئ كتبه الله عليك ، رُفعت الاقلام ( أي ماقدره الله ) وجفت الصحف ( ماكتبه الله سيأتيك) . وقد علمنا أبن عباس ( رضي الله عنه ) هذا الحديث لنعمل به وهو درس عظيم من الدروس النافعة.
رحمة النبي بالأسرى :
أسر سبعون رجلاً من كبار المشركين في بدر ، ومنهم عن النبي ( صلى الله عليه وسلم) وكان الأسرى مكتوفين بالحبال ، فسمع رسول الله انين عمه العباس ، فتأثر من ذلك ، فامر الصحابة رضي الله عنهم ان يحلوا حبال العباس ، فلم يعد يسمع أنينه ، ولكن رحمة النبي ( صلى الله عليه وسلم) لم تشمل العباس عمه وحده بل أمر بفك حبال جميع الأسرى أسوةً بعمه ، ولما شاور اصحابة فيهم ، قال عمر : أقتلهم يارسول الله وقال : أبو بكر: أرى ان تفاديهم : فأخذ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) برأي أبي بكر لما فيه من الرحمة ِ والرأفة بهم.
ورأى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) طيراً يرفرفُ بجناحيه ، فعرف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ان هذا الطير فقد فراخه ، ورأى بعض الصبية يلعبون بهذه الفراخ ، فامرهم ان يعيدوا الفراخ إلى العش ، وقال : لاتفجعوا الأم بفراخها . فامتثل الصبية وردوا الفراخ إلى العش فحضنتهم امهم وسر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من ذلك .
ومن رحمة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بالحيوان حتى تتألم عند الذبح ، انةه امر ان يشحد ( يسن) الذابح السكين حتى لاتتألم الذبيحة ، وحرم ان يذبح الذبيحة امام ذبيحة اخرى حتى لاتتألم أيضاً ،وهذه من الرحمة التي اودعها الله في قلب المسلم وتشمل كل شئ ومنها البهائم فلايجوز ان نحمل الدابة فوق طاقتها ، ولايحل ان نحرمها من الطعام والشراب . وقد مدح الله رسوله بقوله : [ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماغنتم ( يريد لكم اليسر) حريص عليكم ( على هدايتكم ) بالمؤمنين رؤوف رحيم ] . ووصف الله المؤمنين بالرحمة فقال عنهم : [ رُحَماءُ بينهم ].
ومما روي أن امرأة ربطت هرة فلم تطعمها ولم تتركها تاكل من فتات الارض حتى ماتت ، فقد ذكر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ان هذه المرأة دخلت النار ، وقد رآها عليه السلام ليلة الإسراء والمعراج حينما رأى النار ، وان هذه الهرة تنهش تلك المرأة وتخمشها في النار ، وقد منع الله عنها الرحمة وعذبها في النار .
ومن تواضع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) انه كان ينام على حصير ، فدخل عليه عمر ( رضي الله عنه ) فقال : يارسول الله : لقد أثر الحصير على جسدك وإن كسرى وقيصر ينامان على أسرة الذهب والفضة عليها الحرير والديباج ( نوع من الحرير ) فقال عليه السلام : هي لهم ( أي الدنيا وزينتها ) في الدنيا ولنا في الآخرة . وعرض الله لنبيه ان يجعل له جبل الصفا ذهباً فقال : لا ، أجوع يوماً وأشبع يوماً ، فإذا جعت دعوتك وإذا شبعت حمدتك . ومعنى ذلك أنه يدعو الله تعالى إذا جاع ليرزقه وإذا رزقه رزقاًحمده عليه.